الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

الحرب لإبادة كل سلطات العالم: الأناركية


يُعرف بروفيسور الاقتصاد براين كابلن الأناركية على أنها نظرية وعقيدة وحركة سياسية تنص أن كل أشكال الحكومة غير ضرورية، غير مرغوبة، عملها اضطهاد الشعب ويجب إلغائها.

ويستكمل قائلاً أن هذه النظرة ذات الطابع التدميريّ هي نتيجة رؤية الفرد لعامل مشترك خالق للمشاكل يمتد على طول التاريخ المعروف للبشرية وهو الحكومة، فمتى صعدت مجموعة صغيرة إلى الحكم عاشت وازدهرت وزادت سلطتها بزيادة العمل الشاق والحياة الصعبة لباقي الشعب. وبعد أن تزدهر، تستخدم القوة التي جمعتها من مشقة الشعب وتعاسته لتصنع أسلحةً وجيوشاً وتشن الحروب لتكسب المزيد من القوة والتأثير. تقمع الأقليات، والمعارضين، والعباقرة، والمفكريين الذين يريدون أن يطوروا البشرية ويرتفعوا بها إلى درجات أعلى من الأخلاق، والحضارة، والاقتصاد. 

العلم الأسود هو رمز الأناركيين الأكثر انتشاراً
الأسود هو معاكس الأبيض رمز الاستسلام.
وهذه التجارب الحكومية الاضطهادية سهلة المعاينة لأي متطلع عادي على أي جزء من التاريخ القديم أو الحديث. بالعودة إلى تجارب قديمة للحكومة عنما كانت وجوه الشريحة الحاكمة قليلة ومعروفة علناً في سنة 1492 بعد أن استعاد الملكان إزابيلا وفيردناند كل مناطق الإسبان من العرب وتم تبجيلهم في التاريخ كأفضل حكام أوربا في تلك الفترة أول قرار اصدروه كالحكومة كان مرسوم بطرد المجموعة الأعرق والأقدم من رعيتهم وهم اليهود لتثبيت سلطتهم المستمدة من الدين وتحسين وضعهم الاقتصادي حيث مُنع اليهود من أن يأخذوا مالهم من ذهب وفضة وهم خارجون. وبذلك أكبر مستطونة لليهود في أوربا وأكثرها تميزاً تضم أكثر من ربع مليون مواطن (الإحصاءات تدل على رقم غير محدد يقع بين 100,000 و 800,000) تم إبادتها. مواطنون لا عيب فيهم إلا الديانة التي ولدوا بها ولم يختاروها بحرية، طردوا من بيوتهم وأراضيهم التي توارثوها عن أجدادهم لأكثر من ألف سنة. تشردوا وماتوا وغرقوا في البحر بسبب جشع شخصان فقط يمثلان الحكومة وهم الملك والملكة.

 وفي نفس المنطقة  قبل 300 سنة تقربياً عندما كانت أوربا الغرب تغرق في أسواء عصورها، حكم العرب في إسبانيا وقام الخليفة المنصور الموحدي بمحاربة المفكرين والعلماء وفي سنة 1195 نفى أحد أهم فلاسفة الإسلام وهو العالم والطبيب ابن الرشد إلى قرية لليهود ثم أحرق كل كتبه وأصدر مرسوم بحرق ومنع كتب الفلسفة عامة وحتى التفكير بقراءتها. هذه كانت إحدى أول علامات إنحطاط الحكومة العربية وبداية المسيرة نحو محاربة العلم والحضارة وتدمير المجتمع عن طريق راية الدين. حيث تم منع أجيال من كتب ابن الرشد بينما استفاد منها الأوربيون في تطوير مجتمعهم واصبح ابن الرشد أحد أعلام الفلسفة وتم تصويره في عدد من التماثيل واللوحات والكتب.

ساهم ابن الرشد من خلال دراسته لفلسفة أرسطو
 بتطور الحضارة الأوربية وهو مُخلد في عدد من الأعمال الفنية الشهيرة
كلوحة "مدرسة أثينا" لرفايل وكتاب الجحيم لدانتي
إضافة إلى عدد من المنحوتات التي تمثله
أما في التاريخ بعد الثورة الصناعية اصبحت الحكومات تعامل عامة الشعب كوقود سهل الحرق لإنتاج المال وبذلك تضخمت أرقام الأموات فحسب احصائات قام بها بروفيسور العلوم السياسية ر. ج. روميل من جامعة هاواي فإن في القرن العشرين وحده قامت الحكومات بقتل أكثر من مئتان وخمسين مليون (ربع بليون) كائن بشريّ تحت رعايتها في الحروب لتوسيع السلطة والمجاعات سهلة التفادي ومعسكرات الاعتقال الغير إنسانية. يتميز التاريخ القريب بالقتل المتعمد والمدروس للمواطنين من قبل حكوماتهم ولا نتحدث حتى عن حالات العيش السيئة التي تستطيع الفئة الحاكمة علاجها.

وبذلك يبرر الفرد الأناركيّ رفضه للحكومة على أنه دفاع عن النفس. فالحكومة أولاً في حرب مع من تحكمه من أفراد. فبدل أن تستخدم كل أو أغلب أو نصف أو ربع مصادرها المالية لتطوير المجتمع وحياة أفراده كما تدعي، تستخدمه الشريحة الحاكمة دوماً لتحصن وتوسع تواجدها في الحكم ولم تكن هذه العملية لتحصين الحكم في أي تجربة عبر التاريخ سلمية بشكل كامل أو شاملة لكل أفراد المجتمع.

المقالة بحث وكتابة سوزي طعمه
___

المصادر: