الأربعاء، 3 أكتوبر 2018

انثوني فان دايك

رسام بلجيكي يعتبر أحد أهم فناني الحركة الباروكية ولد عام 1599 وتوفي في لندن عام 1641. ساعدت الأجواء الفنية التي سادت مدينة انتويرب في تكوين
شخصيته الفنية. كانت أولى أعمال دايك سلسلة من لوحات لتلاميذ المسيح ودراسات للوجوه وصور شخصية لأفراد عائلته وأشخاص من معارفه.

إحدى أول أعمال فان دايك "دراسة لرأس رجل" سنة 1618
أمضى دايك عدة أشهر في القصر الملكي البريطاني سنة 1620 حيث تعرف على اعمال تيتان ثم عاد إلى وطنه بلجيكا ومن هناك سافر إلى إيطاليا حيث درس اعمال الفنانين الإيطاليين. فضل البقاء في جنوا حيث عمل رسام الصور الشخصية لنبلاء المدينة. ورسم بضعة لوحات دينية منها "سوزانا والحكماء" و"انتقال العذراء".

من لوحات فان دايك الدينية "سوزانا والحكماء" 1621

من لوحات فان دايك الدينية "انتقال العذراء" 1927

في نهاية عام 1627 عاد دايك إلى أنتورب حيث نفذ العديد من طلبات الرسم والزخرفة وضمن نجاحه الأوربي من خلال نشر مجموعة من النقوش عرفت باسم ICONOGRAPHY التي ضمت 80 نقشاً. بعد عام 1628 حصر دايك اهتمامه برسم اللوحات الدينية التي توجد الآن في عدة كنائس في بلجيكا تميزت بصدقها ورشاقتها مثل "السيدة العذراء مع الطفل" (موجودة في متحف اللوفر) ولوحة القديس سيباستيان ولوحة الهرب إلى مصر (محفوظة في متحف الفنون القديمة في ميونيخ) امنت لوحتان هما رينالدو وارميدا وكيوبيد وسايكو. نجاحه لدى بلاط شارلس الأول ملك بريطانيا وسافر إلى لندن بدعوة من الملك الذي عينه الرسام الرئيسي في قصر الملكي ومنحه لقب فارس.

غادر دايك لندن عام 1640 بعد أن تزوج من فناة بريطانية عائداً إلى أنتورب بعد سماع نبأ وفاة الرسام روبينز معلمه وعند عودته إلى لندن أصيب بمرض خطير وتوفي وأمر الملك بدفنه في كاتدرائية القديس بولس. خلال إقامته في لندن رسم دايك حوالي 400 صورة شخصية وعدد من اللوحات المشهورة جداً كلوحة "شارلز الأول في الصيد" في متحف اللوفر.

ألهم فنه رسامين إنجليز مثل غرينهيل وبلجيكيين مثل هانيمان وفرنسيين كما أثر فنه على  كبار الرسامين في القرن الثامن عشر.

الأحد، 19 أغسطس 2018

جورجيا اوكيفي: أشهر رسامة أميريكية في العصر الحديث

ولدت جورجيا اوكيفي عام 1887 وتوفيت عام 1986 وتعتبر أشهر رسامة أميريكية في العصر الحديث. تعلمت مبادئ الرسم في معهد الفنون في شيكاغو وعملت لمدة قصيرة كرسامة تجارية. درست علم التصميم والزخرفة في جامعة فرجينيا ثم وقعت تحت تأثير الرسام القدير أرثر وسلي دو في جامعة كولومبيا. اعطاها دو الشجاعة للاستمرار في ميولها نحو التجريدية. 

من أول رسومات جورجيا أوكيفي التجريدية سنة 1915
محفوظة في متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك

عينت مشرفة على الفن المدرسي في مدرسة المعلمين في كانتون، ولاية تكساس وهي منطقة نائية عشبية الهمتها في رسم أول لوحات تجريدية عن الطبيعة بالألوان المائية. 

عرضت اعمالها على المصور الفوتوغرافي ستايغليز الذي كان يملك صالة عرض في نيويورك فوافق في الحال على إقامة معرض للوحاتها فقط في صالة العرض عام 1917 ومن ثم استمر بعرض أعمالها من ذلك الوقت. 


في عام 1918 سافرت إلى نيويورك واحتلت مركزاً قائداً في المجتمع المثقف الذي يحيط بالمصور.

لوحة "الموسيقا الزرقاء والخضراء" من سنة 1921

لوحة "البيتونيا رقم2" من سنة 1924

وفي 1924 تزوجت ستايغليز. بعد زواجها بدأت ترسم لوحات مناظر طبيعية لمنطقة بحيرة جورجيا حيث كانت عائلة زوجها تملك منزلاً صيفياً. يعود تاريخ رسم إحدى أشهر مجموعاتها "ناطحات السحاب في نيويورك" بين سنة 1925 و1929 وأظهرت في هذه اللوحات انسجاماً مع اعمال المصور الفوتوغرافي بول ستراند. وفي 1929 وتوقفت ناطحات السحاب عن طونها ركزاً أميريكياً إيجابياً مع انهيار والستريت وتوثقت أوكيفي عن رسمها.

East River from the Thirtieth Story of the Shelton Hotel
 لوحة "النهر الشرقي من الطابق الثلاثين في فندق الشيلتون"  وهي لوحة لمنهاتين في نيويورك من سنة 1928

اهتم زوجها بإدارة اعمالها واطلق على محترفه اسم "مكان اميركي" توقف عن عرض لوحات الرساميين الاوروبيين وحصر نشاطه في عرض لوحات الرسامين الاميركيين. في عام 1929 اشترت الرسامة جورجيا منزلاً اخراً في نيوميكسيكو وبدأت برسم مجموعة من اللوحات لصحراء الجنوب الغربي في الولايات المتحدة وكانت مواضيع الصخور والجماجم والجبال والأزهار المواضيع الرئيسية في لوحاتها 

لوحة "جمجمة بقرة مع زهرة كاليسو" من سنة 1931

لوحة "جمجمة غزال مع البيدرنال" من سنة  1936
والبيدرنال هي التسمية الشائعة في الاسبانية  للهضاب المستوية الصحراوية. 


لوحة "داتوارة صفراوية" لزهرة مكبرة من الطبيعة الاميركية
Jimson Weed (1936) by Georgia O'Keeffe


خلال السنوات الثلاثين التالية وأصبحت خلال فترة قصيرة أحد الرسامين الأكثر شهرة في الولايات المتحدة وحصلت على جوائز ودرجات علمية تقديرية من جامعتي وسكونسين (في عام 1922) وجامعة هارفرد (1973).

لوحة "من البعيد القريب" من سنة 1938 

لوحة "السماء من فوق الغيوم 4" سنة 1965

الأحد، 5 أغسطس 2018

ساندرو بوتيتشيلي

 لوحة عبادة المجوس حيث يظهر ملوك المجوس الثلاث يركعون للمسيح وهو في يد مريم العذراء .
وبوتشيلي يقف إلى يمين اللوحة ينظر مباشرة إلى الناظر
الرسام ساندرو بوتشيلي من عصر النهضة الإيطالية ولد عام 1445 في فلورنسا ولم يغادرها في حياته إلا فترة وجيزة جداً. فقد كان بوتشيلي على صلة وثيقة بالعائلة الحاكمة في المدينة ورسم بناءً على طلبهم  صور شخصية عديدة لهم. واستخدمهم كموديلات في لوحته الشهيرة عبادة المجوس حيث يظهر هو أيضاً في أقصى يمين اللوحة ينظر مباشرةً إلى الناظر. له العديد من اللوحات المهمة ولكن لم تترك لوحاته تأثيراً يذكر على معاصريه الذين فضلوا عليه الرسامين الجدد في القرن السادس عشر مثل ليوناردو دافنشي وميكايل انجلو ورافائيل.

العذراء مريم والطفل يسوع والقديس يوحنا المعمدان صغيراً

بدأ هذا الرسام عمله كتلميذ للفنان فيليبو ليبي وشملت أعماله الأولى لوحة العذراء مريم والطفل يسوع وفقاً لأسلوب ليبي. بالإضافة إلى لوحة فورتيدود 1470 ولوحة القديس سيباستيان محفوظة في المتحف الوطني في برلين ومشهدان من حياة يوديت التي أظهر فيها هذه البطلة المسترجلة القاسية على شكل أمرأة ترتدي الملابس الفضفاضة التي تبرز ايقاع مشيتها. أوجد بوتشيلي عالماً كلاسيكياُ يعيد الذاكرة الحنين إلى الماضي ويشدد على الهروب من الواقع. في اللوحات الجدارية الشديدة التعقيد التي رسمها لكنيسة سيستين ظهر كفنان رائع وأدخل فيها تفاصيل دقيقة للأشخاص الظاهرين فيها 
لوحة الربيع

ولادة فينوس 1484
بعد فراراه إلى روما بسبب الثورة عاد إلى فلورنسا عام 1482 ورسم لوحة الربيع ولوحة ولادة فينوس 1484 المحفوظة في متحف فلورنسا تميزت لوحات مثل PIETA والميلاد 1501 وقصة القديس زينوبيوس عن سابقاتها بفضل شدة وعمق الألوان التي استعملها. استمر بوتشيلي يرسم منذ نهاية القرن الخامس عشر وحتى وفاته مواضيع ميتولوجية وتاريخية تهدف إلى تشجيع الأخلاق الحميدة مثل لوحة Calomny وفيرجينيا

السبت، 26 مايو 2018

ليوناردو دا فنشي

ولد عام 1452 في قرية فنشي في إيطاليا. ولأنه الابن الغير الشرعي لكاتب عدل وفتاة ريفية لم يحصل على كنية ابوه وحمل اسم قريته. ويعني اسمه (ليوناردو من فينشي) وتوفي عام 1519 بعد أن اصبح أكبر علماء وفناني عصره. فقد كان فنان وعالم تشريح وهندسة معمارية ومائية واهتم بعلم النبات والموسيقى واصبح أكبر رموز عصر النهضة الإيطالية. تنقسم مراحل حياته كرسام بوجه عام إلى أربع فترات رئيسية.

التدريب في فلورنسا (1482-1452) 

لوحة Annunciation "البشارة" 1475وتظهر في هذه اللوحة السيدة العذراء تحيي الملاك جبرائيل الراكع أمامها حاملاً البشارة بأنها ستلد يسوع.
 إحدى اللوحات التي اشترك فيها ليوناردو دا فينشي مع زملائه ومعلمه اثناء فترة تدربه في محترف  أندريا دل فروكيو
تدرب في محترف تحت يد أندريا دل فروكيو وكان من زملائه بوتشيللي وبرتو جينو وليبي وكان ما تعلمه في المحترف من التقاليد الجمالية والتخطيطية للرسامين الفلورنسيين الأساس الذي بنى عليه كل دراساته لتطوير فنه. وفي هذا المحترف اشترك مع زملائه ومعلمه في رسم اللوحات وكان منها لوحة "عمادة يسوع المسيح" و لوحة "البشارة".

لوحة Ginevra de’ Benci "جينيفرا دي بنشي" من سنة 1474

وفي هذه الفنرة قام بأولى لوحاته الخاصة "جينيفرا دي بنشي" وكانت هذه اللوحة الأولى بين عدة لوحات تدرس الحالة النفسية في وجوه نساء عصره. وتكمن أهمية هذه اللوحة في أنها من أول اللوحات نفسية التي تم رسمها على الإطلاق ونادراً ما تم التعبير عن الحزن في فن البورتريه قبل القرن السابع عشر، وحتى في ذلك الحين كانت النظرة المأساوية للحياة تنقل عادة عن طريق وجوه الرجال، وليس النساء. رسمت هذه اللوحة بمناسبة زواج جينفرا ذات الستة عشر عاماً ولكن مع ذلك ففي اللوحة لا يمكن انكار الوجه المتعب الحزين والكآبة في جفونها ثقيلة، بينما عيناها لا تنظران إلى شيء محدد كأنها غارقة في أفكارها وسبب حزنها غير معروف. 

انتهت فترة ليوناردو في فلورنسا بلوحة عبادة ملوك المجوس التي تركها دون أن ينهياها في عام 1481 وذلك بحثاً عن الاستقرار الذي وعده به دوق ميلانو.

ميلانو (1500-1482)

لوحة العشاء الأخير1595 The Last Supper
إحدى أهم لوحات ليوناردو دي فينشي ويظهر فيها اهتمامه بالضوء.
خلال أول إقامة له في ميلانو أثرى لوحاته بما تعلمه من الفنون المحلية التي اهتمت تقليدياً بمشاكل الضوء. يذكر الرسام فاساري أن صداقة ليوناردو بالرسام زينالي أثرت على أعمال زينالي بشكل واضح. رسم في ملانو عدة روائع مثل سيدة الصخور الموجود في في متحف اللوفر والعشاء الأخير 1497.

لوحة الرجل الفيتروفي 1487 The Vitruvian Man


وتعتبر ملاحظات ودفاتر ليوناردو دا فينشي من هذه الفترة نموذحاً عن أوائل الرسومات التي تمزج الفن بالعلم. فمثلاً لوحة الرجل الفيتروفي التي رسمها في 1587 في ميلانو واحدةً من أكثر الرسومات شهرةً من عصر النهضة، فهي لا تزال صورة مفعمة بالحيوية تظهر في العديد من السياقات الحديثة لتمثل المزيج بين العلم والفن.

فترة النضوج (1516-1500)

غادر ليوناردو دا فينشي ميلانو هرباً من الجيوش الفرنسية المحتلة للإمارة. وانتقل إلى مانتوفا حيث رسم لوحة لإزابيلا دإستا المانشيسة التي كانت تحكم المقاطعة، ثم انتقل إلى البندقية ومن هناك إلى فلورنسا حيث رسم لوحة معركة أنغياري (معركة العلم) التي يشار إليها باسم "ليوناردو المفقود" لاختفائها رغم وجود أدلة عنها. وفي هذا الوقت بالذات بدأ ليوناردو بلوحة الموناليزا.

لوحة العذراء مع الطفل اليسوع والقديسة حنة 1503 The Virgin and Child with Saint Anne موجودة في متحف اللوفر 

ثم عاد ليوناردو إلى ميلانو وخصص جزءاً كبيراً من وقته لدراسة علم طبقات الارض ورسم لوحة العذراء مريم مع الطفل يسوع والقديسة حنة. وفي سيبتمبر 1513 غادر ليوناردو ميلانو مع تلاميذه وتوقف في فلورنسا. وفي ديسيمبر وصل إلى روما ليعمل في خدمة الأمير دي ميديشي شقيق البابا ليو العاشر الذي قدم إليه مسكناً في الفاتيكان. تحت رعاية هذا الأمير الذي كان معجباً بالفلسفة والخيمياء تمكن ليوناردو تخصيص أوقاته للدراسة الفنية والعلمية.


السنوات الأخيرة في فرنسا (1519-1517)

St. John the Baptist القديس يوحنا المعمدان بين 1513-1516 
بعد وفاة راعيه الأمير دي ميديشي عام 1516 قبل ليوناردو دعوة فرانسوا الأول ملك فرنسا الذي أعد له مسكناً في قصره في إميواز. في عام 1517 زار منزله الكاردينال لويجي داراغونا وسجل في مذكراته بأنه شاهد في منزل الرسام كميات كبيرة من الكتب بلغات أجنبية وثلاث لوحات يعتقد من خلال وصفه أنها الموناليزا والقديس يوحنا المعمدان ومريم مع الطفل يسوع والقديسة حنة. قيل بأن ليوناردو توفي بين ذراعي الملك فرنسوا الأول وتم دفنه في دير في مدينة كلوس في فرنسا ولكن قبره اندثر أثر حرب الثلاثين سنة.

http://www.pinpush.com/stories/Ginevra-DaVinci.htm

الاثنين، 1 يناير 2018

جاكومو بالا والفن المستقبلي

رسمة ذاتية لجاكومو بالا
ولد جاكومو بالا في أحضان مدينة تورينو الإيطالية عام 1871 وتوفي عام 1958 في العاصمة روما بعد أن شهد الحربين العالميتين. وهو رسام إيطالي يعتبر من أحد رواد الفن المستقبلي. 

درس فن الرسم بدون أستاذ وبدأ حياته الفنية برسم مناظر طبيعية تميزت بملامح من الفن الرمزي. وفي عام 1900 جاء إلى باريس حيث تعرف بالفن التكعيبي. مستلهماً مبادئه الإنسانية والإجتماعية في أعماله من مظاهر العالم المعاصر مثل التقدم التقني والمصانع فركز في لوحاته على السرعة والحركة والضوء وهي مواضيع طورها الرسامون المستقبليون الذين جاءوا بعده.

ومن أول وأشهر لوحاته "الإفلاس" في 1902 ولوحته الثلاثية "يوم عامل" في 1904 و"ضوء الشارع" في عام 1909 التي سجلت مرحلة حاسمة للفن المستقبلي.


A Worker's Day by Giacomo Balla
"يوم عامل" 1904
وتركز اللوحة على مكان العمل في أوقات اليوم الثلاث الصباح والظهر والمساء
العمال داخل المبنى  ثم يأكلون ثم يغادرون إلى منازلهم
Street Light by Giacomo Balla
"ضوء الشارع" 1909
وحوالي عام 1910 بدأ بالا يدرس الحركة والسرعة في أعماله مثل لوحة "سيارة مسرعة" 1912 وولوحتيه الشهيرتين "ديناميكية كلب مربوط" 1912 و"إيقاع عازف الكمان" في 1912 ومع تطور فنه بدأ بالا يدخل إيقاعات السرعة في المناظر الثابتة كما في لوحة "قوى المنظر + البطيخ" في 1918
Speeding Automobile by Giacomo Balla
سيارة مسرعة 1912 
Dynamism of a Dog on a Leash by Giacomo Balla
"ديناميكية كلب مربوط" 1912
The Hand (Rhythm) of the Violinist by Giacomo Balla
إيقاع عازف الكمان 1912
 Landscape forces + watermelon by Giacomo Balla
قوى المنظر + البطيخ 1919
ورغم أن بالا كان رائداً من رواد الفن المستقبلي فلم يكن منظراً لهذا الفن بل اعتمد على أفكاره في تنفيذ لوحاته خلال الحرب العالمية الأولى رسم عدداً من اللوحات التجريدية التي تؤيد تدخل إيطاليا في الحرب مثل "الأغنية الوطنية" "وبيازا دي سينا"
Piazza di Siena By Giacomo Balla
بيازا دي سينا
ومع نهاية الحرب العالمية الأولى في 1919 بدأ بالا بالانتقال في مواضيعه من حداثة العصر وسرعته إلى مواضيع ذات أطراف متضادة وعناصر بارزة كلوحة "العلم ضد الغموض" في 1920 و"الأرقام واقعة بالحب" 1920 و"التشائم والتفائل" 1923
Science against Obscurantism by Giacomo Balla
1920 العلم ضد الغموض
Numbers in Love by Giacomo Balla
 1920 الأرقام واقعة بالحب
Pessimism and Optimism by Giacomo Balla
1923 التشائم والتفائل


بالإضافة إلى الرسم مارس بالا عدداً من الفنون كالنحت والديكور والهندسة المعمارية والتخطيط وفي عام 1931 عاد إلى الرسم التشكيلي.
Figlia del sole by Giacomo Balla
ابنة الشمس 1933
عرض أعماله لأول مرة  في مهرجان البندقية عام 1909 ثم اشترك مع الرسامين المستقبليين في المعارض التي أقاموها عام 1926 وعام 1927 وعام 1929. توجد لوحاته الآن في متاحف الفن الحديث في نيويورك وروما وميلانو وزيوريخ كما لدى العديد من الهواة وبالأخص ضمن مجموعة بالا في روما.
المقالة بحث وكتابة سوزي طعمه


----

المصادر :
1- جورج مدبك وراتب قبيعة، قاموس الرسامين في العالم. الناشر دار الراتب الجامعية (1996)  
2- (2008) Christine Poggi, Inventing Futurism: The Art and Politics of Artificial Optimism

السبت، 7 مايو 2016

الوباء الذي يدمر فتيات العالم: عقدة الوزن والهوس بالجمال

في أخر عشرين سنة انتشر في الثقافة العربية المتأثرة بالغرب نوع جديد من النضال وهو النضال ضد الدهون. ودخلت عدة مصطلحات في الاستخدام الشائع كـ"دايت"، واصبح إعلان الحرب على كل أشكال السمنة والبحث عن الجمال من الموضوعات الأساسية للحياة الحديثة.


يضغط المجتمع على النساء بطرق مباشرة وغير مباشرة بشأن أهمية اجسادهن. الفتاة التي تسير في الشارع قد يعلق غرباء على مظهرها. وحتى قد يتبرعون وينصحوها كيف تستطيع أن تكون أكثر جمالاً. والبرامج التلفزيونية، وحتى البرامج الإخبارية، قد تجعل النساء اللوات يفشلون في تلبية معايير الجمال التقليدية سخرية! 

النساء تعشن في عالم يخبرهن من لحظة ولادتهن أن جسدهن ومظهرهن هما العملة والقوة الوحيدة والأساسية في حياتهن. وأنه لا يمكن الخروج عن هذا القانون.



يُلاحظ مظهر الفتاة بشكل مزمن جداً، ومع الوقت تستوعب الفتاة هذا داخل تفكيرها، وتصبح تراقب نفسها بشكل هوسيّ. تُنفق كل الوقت بتخيل كيف ينظر العالم إليها. هل شعري مرتب؟ هل جبهتي لامعة؟ هل أبلع معدتي؟ هل أنا ابتسم النوع الصحيح من الابتسامات؟ هل هذا الرداء يجعل جسمي غير متناسق؟ هل أبدو بخير؟ حقاً؟ هل أنت متأكد أني أبدو بخير؟ استوعبوا أن جسدهم دائماً عرضة للتقييم وإن لم ينجحوا في هذا الاختبار سيفقدون اعتراف المجتمع بهم كأعضاء ذوي قيمة.

وجدت دكتورة العلوم النفسية والباحثة في الموضوع رينيه إنجلين أن السبب يتعلق بأن الفتيات اليوم يعيشون في ثقافة تهاجمهم بثلاث رسائل
الرسالة الأولى: الجمال هو أهم وأقوى صفة يمكن أن تتحلى بها الفتاة أو المرأة.
الرسالة الثانية: إن الجميلة هي هذه الفتاة في الإعلان. 
والرسالة الثالثة، التي يتم الإيحاء بها ولا تقال مباشرة: أنت لا تبدين مثل هذه المرأة أو أنت لست جميلة. 


إعلان يرسخ فكرة الجسم والمظهر الذي يجب ان تحلم كل فتاة بالحصول عليه والذي سيزيد احترام المجتمع لها.
تقول البروفيسورة رينيه "لا ينبغي أن يستغرب أحد أن في الدراسات المخبرية عندما تعرض للنساء صور من هذا القبيل (إعلانات)، حتى لبضعة دقائق فقط، يزيد الشعور بالاكتئاب والعار، ويقل احترام الذات والرضا بالجسم"

تعد عقدة الوزن والهوس بالجمال من الأمراض الاجتماعية التابعة للعالم الأول. وقد تم إستيرادها إلى العالم الثالث عن طريق الدعايات واعمال الشاشة الأجنبية من برامج وأفلام. فالهوس بالجمال هو ما يحدث عندما تنفق النساء الكثير من الوقت في القلق على أهدافهم لانقاص وزنهم، وفعالية عنايتهم بالبشرة، وشكل أيديهم وأظافرهم، ودرجة وضوح تقاسيم عضلات المعدة، وشكل أفخاذهم بدل من إعطاء هذا الجهد للتفكير بتعليمهم، أو أهدافهم المهنية، أو أسرهم أو علاقاتهم الاجتماعية.


وعندما تم سؤال الدكتورة رينيه ـلماذا لا يجب على النساء أن يتقبلن البحث عن الجمال كطريقة ممتازة للحصول على الكثير من الأمور الثمينة من المجتمع ببساطة؟ 
كان رأي الدكتورة أن هذه السلطة لاتستحق أن تتابعها المرأة بهذا الهوس فما هذه القوة التي "تنتهي صلاحيتها عند سن الثلاثين! أو ربما الأربعون إذا كانت محظوظة أو من المشاهير!؟" وتكمل لتؤكد أن أدمغتنا حساسة جداً لجمال. ونحن نعلم أن الشيء جميل فطرياً عندما نراه، والرغبة بأن تكون الفتاة جميلة هي رغبة طبيعية ومقبولة، ولا يمكن إغلاقها في الدماغ. لكن المشكلة هي عندما يكون الجمال هو الشيء الوحيد والأساسي الذي تريد أن تكونه الفتيات والنساء!

فتنصح الدكتورة رينيه النساء بـ"عدم التفكير بجسمك كمجموعة من الأجزاء المخصصة لينظر إليها أشخاص آخرون. وبدل ذلك عليك بالتفكير في الجسم كشيء واحد وكأداة للحصول على، واستكشاف، العالم"


وللتقليل من ظاهرة الهوس بالجمال تنصح بـ"الـتوقف عن اخبار الفتيات الصغيرات أنهن جميلات... لا تقول لهن انهن قبيحات! (تضحك) لا تفعل ذلك أيضاً. ولكن في كل مرة تحس أنك تحتاج إلى التعليق على مظهر فتاة صغيرة، حاول مدح واحدة من الصفات الجميلة الأخرى التي تتحلى بها.. وإليك بعض الأفكار: يمكنك أن تلاحظ أنها ذكية أو تعمل بجد أو أنها كريمة أو مثابرة أو حنونة أو شجاعة، وعندما تفعل ذلك، تقلل من ضغط النظام الذي يعلم الفتيات الصغيرات أن أفضل رهان من أجل تحسين وضعهن الاجتماعي هو السعي وراء الجمال."

المقالة كتابة سوزي طعمه
___
المصادر: